فهـل من مدكر؟؟؟وهـــل من متفكـــر؟؟

من عجائب أسرار الصلاة في ديننا خاصة انه تعلمنا جملة من مكارم الأخلاق والعقائد والحقائق كالنظافة والنظام والأدب والتفكر والأخوة والرحمة والوفاء بالوعد والتواضع والبساطة والإخلاص والتوكل والاستعلاء على دنايا الدنيا والتطلع الى آفاق حياة الآخرة والأيمان بالغيب وقمة الوقت والمساواة والوحدة والتعاون والسلام والهمة والشوق والصدق والأمانة والصبر والاستقامة والعزة ونكران الذات وغيرها ............

فيا للحكمة الإلهية الكبرى فيما وضع لنا ربنا الله اللطيف الخبير من نظام عبادة فذة عامة شاملة كاملة في عالم الصلاة !!
نعم للصلاة عندنا كلما نظرنا فيها ودققنا الفكر بإمعان في أعماقها وأقداسها ومغازيها وإشاراتها ظهرت وبرزت لنا مصالح ومقاصد وحكم وفوائد لا تعد ولا تحصى .
أما اذا لم نتأمل فيها بل وأخذنا الدين تراثاً وميراثا او عرفا وتقليدا اعمى او عادة لا عبادة.. لم نستفد منها ولم تخط بنا مهما صليناها خطوة عملية مباركة جديرة بالفخر والاعجاب والتقدير لا الى الاعلى ولا الى الامام بل سنراوح في اماكننا لا نتجاوز خط حدود المحراب الصغير الضيق .
فحمدا لله ! كم تعلمنا الصلاة من فضائل ومكرمات !
بل قل ما الذي تركته لنا صلاتنا نحن لا صلاة غيرنا من اهل الاديان الاخرى فلم تعلمنا ولم تفهمنا من روائع القيم وعجائب النعم وحقائق الاسرار وكشوفات الانوار؟!

انها حقا نعمة لا توازيها نعم .

وانها لمنة لا تضاهيها منن

وانها لرحمة لا تعادلها رحمات.

هذا فيما اذا اعطينا حقها في الاداء من الخشوع والفهم والذوق والالتزام والعمل لتبلغ بنا جميعا الى ارقى مستويات السمو للانسان المسلم الافخر ولتوصلنا الى اعلى قمم الاخلاق الطيبة .. فيكون اهلا بحق لمقام العبودية العليا الاسنى .. عبودية الله جل جلاله وحب الله وضوان الله بعد الغفران والجنان .
اجل هذه الصلاة المباركة تعلمنا يوميا عبر تدريباته المتقنة الجادة الكريمة في معسكر العبادة العظيمة المنقاة في رحاب المسجد ورحاب الطبيعة الطلقة، لنزداد مراناً وخبرة وصلابة ورسوخاً وتحليا حقيقياً للمعاني الربانية العليا الباذخة والحقائق السماوية المقدسة لتصنيع اعظم واقوم عبد مرتضى بين مخلوقات الكون وكائنات الوجود

يالله من رب حكيم عليم !
كيف انزل الينا –نحن عباده المخاطبين المكلفين- الصورة المثلى والامثل للعبادة المختارة المبرمجة في الارض؟!

وكيف نؤديها خير الاداء، ونقيمها خير الاقامة، مما يقربنا اليه ويرضينا ويفلحنا في الدارين كلتيهما، حيث كرر المواعيد السعيدة للقاء والحضور والحوار والمكالمة الخاصة الخفية في كل يوم، نعم كل يوم موزعة توزيعاً بديعاً حكيماً على ساعات الليل والنهار.

انها حلقة وصل براقية ميمونة بيننا وبين الرحمن الرحيم تباركت اسماؤه وتقدست صفاته.

ومن ثم فيالها من وظيفة ، ويالها من مكانة ....لهذه الصلاة الصلة! وكفاها قدرا وعظمة ووزنا، انها رسالة برقية ميسورة مقبولة مفتوحة الطريق دائما وابدا بين العبد وسيده!

اجل يا لله من رب رحيم كريم ذي فضل عميم عظيم!

لقد خلقنا بمحض ارادته، واخرجنا من العدم المطلق الى الوجود المطلق، من لا شيء، الى كل شيء ، من اسفل سافلين الى اعلى عليين.

ثم طلب منا ان نعبده ونحضر بين يديه ولكن لم يرد منا سوى ان نسنعه ونطيعه على كل حال من احوال الدنيا فنستجيب لدعوته كلما نادانا وخاطبنا ليلاً او نهاراً فقرا او غنا حراً او برداً صحة او مرضاً غربة او قربة وان نثبت له فقط حبنا واخلاصنا وطاعتنا فيدخلنا في رحمته التي وسعت كل شيء فنكون عباداً صالحين محبوبين مكرمين تؤهلنا بمحض لطفه وكرمه اعمالنا واخلاقنا وايماننا الى فردوس الفراديس ورضوان الرواضين قياما وقعودا وركوعا وسجودا وسلاما وتشهدا!

فما اخيب وما اتعس من يؤدي صلواته بغير فهم ولا ذوق!!!!

وما اشد حرمان وفقر هذا المخلوق المقلد المطموس الفكر والبصيرة الذي لا يكاد يدري ما هي الصلاة؟ وما معانيها؟ وابعادها؟ ما اسرارها؟ وحكمها؟ ما مقاصدها ومغازيها؟

فيا لله !! نعم يا لله

وهو الذي لا ينفعه ولا يضره وجودنا ولا يزيد او ينقص ملكه اعمالنا ولا عباداتنا مثقال ذرة ومع ذلك فهو – وهو العلي الاعلى والكبير المتعال – يدعونا مرات ومرات وقد بين لنا نظام اللقاء والانس والصلة والمناجاة والقرب في اليوم الواحد لنحضر بين يديه سبحانه ونخاطبه ونحاوره ونقضي معه لحظات طيبات مباركات خالدات في دار المنفى والمحن والبلوى.

فهـــــــــــــــــــــــل من مدكــــــــــــــــــر؟؟؟

وهـــــــــــــــــل من متفكــــــــــــــــــــــــر؟؟


منقول

مشكور أخوي على المرور