جزرة و بيضة و حبة قهوة
.
.
.
.
.
.
اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة؛
وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها,
وأنها تود الاستسلام
فهي تعبت من القتال والمكابدة
ذلك إنه ما إن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى.
اصطحبها أبوها إلى المطبخ و كان يعمل طباخا...
ملأ ثلاث أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة
سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة
وضع الأب في الإناء الأول جزرا
وفي الثاني بيضة ,ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة (البن) في الإناء الثالث.
وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما
...نفذ صبر الفتاة, هي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها
...انتظر الأب بضع دقائق..ثم أطفأ النار
..ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان
وأخذ القهوة المغلية و وضعها في وعاء ثالث
ثم نظر إلى ابنته وقال: يا عزيزتي ,ماذا ترين؟
أجابت الابنة:جزر وبيضة وبن
ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزرة
فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة فلاحت أن البيضة باتت صلبة
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة فابتسمت عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية
سالت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي ؟
فقال : اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه ..وهو المياه المغلية
لكن كلا منها تفاعل معها عل نحو مختلف
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخ وضعف,بعد تعرضه للمياه المغلية
,أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحم سائلها الداخلي لكن هذا مالبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية
, أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريد..إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه
وماذا عنك؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة .. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية تفقد قوتها..
أم أنك البيضة..ذات القلب الرخو.. لكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا و صلبا
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي.. ولكنك تغيرت من الداخل.فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة..
أم أنك مثل البن المطحون.الذي يغير الماء الساخن.(وهو مصدر الألم ).....بحيث يجعله ذا طعم أفضل
فإذا كنتي مثل البن المطحون فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحال القصوى من السوء
فيا يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب
فهل أنتي جزرة أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟